الكونجرس الامريكى ودراما سقف الدين - أحمد زايد

بداية الحكاية 

منذ عقد تقريبا سمح الكونجرس الامريكى بإنفاق تريليونات الدولارات مما ادى لتضاعف ديون الولايات المتحدة خلال تلك الفترة ، قام الكونجرس بفرض ما يعرف باسم سقف الدين  وقد رفع سقف الدين آخر مرة بمقدار 2.5 تريليون دولار في ديسمبر 2021 ليصل إلى ما يقرب من 31.4 تريليونا.

اثار موضوع سقف الدين الامريكى جدلا كبيرا خلال 2023 فى عهد الرئيس جو بايدن .  استخدم بعض المشرعين الذين ينتقدون الديون الامريكية المفاوضات بشأن تعديل الحد لمحاولة  تقليل الانفاق حيث حذر الاقتصاديون من عواقب كارثية إذا لم تعد الخزانة  الامريكية قادرة على سداد الديون.

في يناير 2023 ، بلغ إجمالي الدين الامريكى  31.4 تريليون دولار.حيث  تعاني الحكومة الأمريكية من عجز يبلغ متوسطه حوالي تريليون دولار كل عام منذ عام 2001 ، مما يعني أنها تنفق أموالًا أكثر بكثير مما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى.

أصل المشكلة 

عندما يطالب الكونجرس الامريكى برفع سقف الديون فان ذلك لا يمثل التزاما ماليا للولايات المتحدة الامريكية حيث يتم تشريع قرارات إنفاق الأموال بشكل منفصل ، وموافقة الاغلبية من قبل مجلسى الكونجرس .

يصبح رفع سقف الدين أو تعليقه ضروريًا عندما تحتاج الحكومة إلى اقتراض أموال لسداد ديونها. خلال  القرن الماضي ، كان رفع السقف إجراءً روتينيًا ن للكونغرس. عندما  لم تعد الخزانة الامريكية  قادرة على دفع فواتير الحكومة ، تصرف الكونجرس بسرعة وأحيانًا بالإجماع لزيادة الحد الأقصى لما يمكن أن يقترضه. منذ عام 1960 ، رفع الكونجرس الحد الأقصى لسقف الدين  78 مرة ، كان آخرها في عام 2021. تم تنفيذ 49 من هذه الزيادات في ظل رؤساء جمهوريين ، 29 تحت  ظل رؤساء من الحزب الديمقراطى .

نشب خلاف فى الكونجرس الامريكى عام 2011 حول الانفاق الحكومى  مما ادى الى طريق غير واضح المعالم  حيث شهدت الاسهم الامريكية تقلبات فى عام 2011 لم تشهدها منذ الازمة المالية فى عام 2008  وكانت المرة الاولى التى تم تقليل  التصنيف  الائتمانى الائتمانية للولايات المتحدة . فى مايو 2023  وضعت وكالة التصنيف فيتش الديون الأمريكية تحت المراقبة السلبية  فهل سيشهد الاقتصاد الامريكى  خفضا جديدا فى التصنيف الائتمانى ؟

تركزت المفاوضات الامركية فى مايو 2023  على مقترحات الحزب الجمهورى لفرض متطلبات العمل لبعض المستفيدين من المزايا الفيدرالية ، ووضع حدود دائمة للإنفاق الفيدرالي . حيث الوصول لسقف الدين حتى لو امكن السداد هو انذار بالفوضى في الولايات المتحدة والاقتصادات العالمية.  فى يناير كررت وزيرة الخزانة جانيت يلين التأكيد على أهمية رفع الكونجرس لسقف الديون لتجنب التخلف عن السداد المحتمل.

 وكتبت: "الفشل في الوفاء بالتزامات الحكومة من شأنه أن يتسبب في ضرر لا يمكن إصلاحه للاقتصاد الأمريكي ، وسبل عيش جميع الأمريكيين ، والاستقرار المالي العالمي. "إنني أحث الكونجرس بكل احترام على التصرف على الفور لحماية الثقة الكاملة  للولايات المتحدة."

سقف الدين ما بين مؤيد ومعارض 

في عام 2013 قامت جامعة شيكاغو بمناقشة  حول سقف الدين  وافق 97 في المائة من الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين على أن آلية الولايات المتحدة لرفع سقف الديون يمكن أن تؤدي إلى نتائج مالية أسوأ.

يؤكد  بعض الاقتصاديين إن سقف الديون لا يزال يخدم غرضًا مفيدًا من خلال خلق التزام موثوق به للحد من الإنفاق. وأشاروا إلى أن النقاشات السابقة حول سقف الديون أدت إلى تنازلات أدت إلى تقليص الإنفاق. بينما يرى الحزب الجمهورى العجز المتزايد في الميزانية يهدد الاقتصاد الأمريكي.