استسلم ‏للنعاس ‏ودع ‏أفكارك ‏خارج ‏الغرفة ‏

 بواسطة :- نورهان أسامة 

يُهلك أناسًا من فرط إحساسها،المسألة لا تخلو دائما من وعورة التفاصيل،وليست التفاصيل تفاصيل،بل كخيط من كومة نسيج،ما الذي عُني بالكلمة هنا؟،وما المرمي من هذا الجملة؟،وما الغاية من الطريقة تلك؟،استهلاكُ في نقاطًا لا تعني سواك،لا يلتفت إليها غيرك،يتواري في الصمت الكلام،يسكن متمرتسا فيه،تبدأ في عيش حالة لا يحيط بها غيرك،وتحلق الأسئلة في رأسك دفاعًا عنك تارة وهجوما عليك تارة أخري،تجد عشًا مريحًا هنا فتستقر فيه،ويأخذك عقلك إلي فلسفة الحياة،وكيف أن البشر لا يشعرون،وكيف قتلوا الفيل بلا رحمة بمفرقعات لإشباع رغبتهم في التسليةوإشباع جوعها زيفًا،ولا أدري أي تسلية تلك بزهق روحين يسكنان بعضهم البعض،فيموت كلاهما لموت الآخر،وكيف مات جورج فلويد مدهوسًا علي عنقه باركا الشرطي فوق رقبته،وكيف تتجرع أسرته مرارة إهانته تلك،فقط لأنه ليس من طبقة البيض،والآن ماذا أمازلت تنتظر اعتذار أحدهم؟،أمازلت تتساءل عن مسلمات لُقنتها في صغرك،تعشش هي الأخري هنا وهنا في ثنايا عقلك،تلك المسلمات عن الحق والخير والعدل وفلسفة الجمال وهدوء الطبيعة،ألم يزحزح موت الكلب إعدامًا بالرصاص دفاعًا عن صاحبه مسلمات طفولتك،ألم تدري أنها خاضعة للاختبار ولو قليلا،أنمت واستيقظت بعقلية أمس،أرايت مجرد شرر واحد من لهب الحريق أوصلنا إلي أين من تراهات العالم،لا تفكر مجددا غض الطرف،وسلم نفسك إلي النعاس