بقلم:- أحمد زايد
كنا صغارا عندما قال لنا من هم أكبر منا سنا، إن الله قد خلق لنا أذنان ولسان واحد، لكي نتحدث نصف ما نسمع يبدو أن النصائح هي الآخرى يجب أن تتغير من زمان لآخر ، أوليس لكل منا عينين ،لذا وجب علينا أن نعيد القسمة ونتحدث ربع ما نسمعه لا نصفه
إلي متي ستستمر تلك الفوضي الثقافية ؟
عندما كنا في الثانوية العامة وفي قصة الأيام لعميد الأدب العربي "طه حسين" تعجب البعض عندما اشتكي من تشتت فكره في بداية تلقيه العلم نظرا لتلقيه العلم علي عدد كبير من الشيوخ وكل له رأي مختلف ،فما بالك باليوم وقد أصبح لكل منا منبره الخاص علي مواقع التواصل الإجتماعي وكل يتحدث في غير تخصصه .رحم الله المفكر الكبير "غازي القصيبي" عندما سأله أحد الشباب عن نصيحة ليصبح مفكر مثله فقال له" إذا أردت أن تكتب صفحة واحدة اقرأ كتاب كامل في ذلك الموضوع" ما أصعب المعادلة في وقت أصبنا فيه بوابل من الجهل والتجميع والترقيع تحت عناوين عريضة ،إذا كان من يعتبرون أنفسهم ومن يعتبرهم الناس النخبة المثقفة هم علي تلك الشاكلة من ضبابية التفكير ، إذا كان من يعتقدون أنهم انصاف الالهه عالقون في بضعة مفاهيم عفا عليها الزمن وبضعة كتب صفراء ،انها معرفة تقارب الاعتذار
تبدو مشكلة الثقافة والمعرفة الآن أنه لا يوجد اتفاق حول فهم ما يحدث ولا وصف ما يجري من الأمور ويسارع المثقفون ذوي المراجع الصفراء الي المطابع فتخرج لنا بروايات ومعلومات كلها متعارضة وكلها موثقة وبات السؤال الذي نريد له إجابة من الذي يكتب الثقافة ؟
صار الجميع يكتب الثقافة الأدباء والعوام ، وأولئك الذين قادهم الحظ ذات مرة بحصول منشوراتهم علي الشبكة الزرقاء ببضعة" لايكات" ، باتوا ينتقدون ذلك الأمر ،ويمدحون آخر أنصاف آلهة كما يقولون .لا نحتاج إلي أبحاث أو دراسات لنثبت تلك الفوضي الثقافية يكفيك أن تنزل إلي أحد مكتبات بيع الكتب الثقافية وتلقي نظرة علي تلك الروايات ذات الأحلام الوردية لصاحبها كذا ...الذي حصل علي عدد لايكات كذا .... فما بالك لو نزلنا إلي عوام الناس لنناقشهم في أمر معين ، وإنه لمن المزيف أن يرتفع الطلب إلي مستويات قياسية علي ثقافة الثرثرة وأيدولوجيا اللا شئ
نصحنا توفيق الحكيم منذ زمن بمقولته الشهيرة " إذا أردتم الكرامة الآدمية فافحصوا كل رأي بعقولكم ولا تقبلوا الأفكار والآراء بغير تفكير .
وإنه لمن الموسف أن يغرق أدبنا العربي وثقافتنا الأدبية في نكات الفيس بوك وفي فوضي التعليقات والمميز.
اننا بحاجة إلي جيل يقدر الفلسفة والعلم ،جيل يعيد ترميم تلك الفوضي الثقافية ليأخذ بعقول جيل ما بعد الألفية من لايفات التيك توك الي صفحات الكتب وليست اي كتب بلا تلك الكتب التي تثري العقول والاذهان لا كتب العواطف والأحلام الوردية ، لا بأس أن تأخرنا بعض الوقت في عودة الثقافة والأدب فإن نأتي متأخرا خير من ألا نأتي أبدا .
Comments
Post a Comment