بقلم /احمد زايد
لا يمكن لأي إنجاز أن يكلل بالنجاح بدون خطة مدروسة واتجاه محدد وواضح، فكما يقولون التخطيط سر النجاح، ولا مستقبل لنا إذا لم نهزم الحمقي الذين يعيشون في جغرافيا اليأس هم ضد التقدم وضد الإنسانية هم ضد البناء وضد البقاء لقد حان الوقت لاستعادة القوة الناعمة حيث باتت القوة الصلبة وحدها لا تكفي وفي قولة واحدة بعث الإعلام القومي
تعاصر الدول في العصر الحديث نوعا من الحروب أشد فتكا من الحروب بالأسلحة والصواريخ ،انها الحروب الإعلامية والرقمية تلك الحروب التي تستهدف المجتمعات والأوطان في أمنها واستقرارها عبر منصات التواصل الاجتماعي أو عبر القنوات المشبوهة ذات الإعلام الاصفر الخبيث ،وذلك يتطلب وضع استراتيجيات وخطط لتوظيف الطاقات الوطنية في مواجهة ذلك العدو الخبيث ، اذ يعتبر الاعلام في عصر الثورة التقنية والمعلوماتية من أهم الأسلحة التي تستخدمها الاوطان في خدمة الأهداف الوطنية وتعزيز مكانتها ودعم قضاياها علي الصعيد المحلي والدولي ،فبمجرد ان تفتح شاشات التلفزيون تجد العديد من القنوات والمنصات الإعلامية التي تمارس هذه الحروب الناعمة ضد الدول والمجتمعات كافة ،تلك المنصات والقنوات الخبيثة قد تكون دولا معادية أو تنظيمات متطرفة داعمة للإرهاب أو آخرين ممن غسلت أدمغتهم ومحيت عواطفهم ومبادئهم
فيجب أن يتجه الإعلام القومي والوطني لحماية الوطن عن طريق تنمية التوعية الإعلامية وبناء مجتمع رقمي يتميز بأسس وطنية واعية ومواطنة رقمية مدركة لمخاطر منصات التواصل الاجتماعي التي أصبحت سلاحا ذو حدين في ظل عمليات الاستقطابات متعددة الأطراف التي تهدف إلي نشر الشائعات واحداث ثورات ناعمة في المجتمعات وبالأخص بين شرائح الشباب من خلال بث افكار دينية متطرفة او افكار سلبية هدامة وكسر الروابط الأسرية ونشر ثقافة الانتحار واليأس من الحياة لمجرد أن يتعرض الفرد لاي مشكلة ما ، وعن طريق تسويغ افكار التطرف الالحادي والأفكار الثورية وتعاطي المخدرات كل ذلك تحت ما يسمي بالحرية الفردية ،وتحول الموقف من إراقة المعرفة الي إراقة الخزف والتشاؤم، كل ذلك من أجل تدمير القيم والمبادئ بما فيها المبادئ الوطنية ، هم يريدون الإنسان بلا وطن وبلا أسرة فهل هناك اقبح من تلك الأساليب البشعة التي تمارسها تلك المنصات الهابطة وكذلك محاولتهم التأثير علي ولاء الفرد لوطنه وقيادته ورموزه،كل ذلك عن طريق نشر الاشاعات والأكاذيب ،فقد تجد حرب في دولة ما واعصار مدمر في اخري وكثير من المشاكل في كل الدول ، ولكن تجد تلك المنصات واقفة كالمرصاد لنا إذا توقف الطريق أو الدائري لجزء من الوقت نتيجة حادث سير فما اقبح ذلك الأسلوب المنحط وما اقبح جرأة الجهل ،بالاضافة الي المحاولة من إظهار الدول ورموزها وإدارتها بشكل غير لائق ، ومحاولة تشوية الانجازات الوطنية علي الرغم من أن تلك الدول الخبيثة لا يستطيعون بناء جزء بسيط مما أنجزته بلدك فالرعاع لا يبنون الأوطان
بالإضافة إلى تلك الأساليب غير الواضحة عن طريق بث بعض المفاهيم السياسية والفكرية التي تزعزع الولاء والانتماء وتشويه مفهوم الوطنية ،فقد تجد بعض مراهقي الفكر ومغسولي الأدمغة عندما يشاهدون احد الاشخاص ينشر إنجازا جديدا لوطنه علي منصات التواصل الاجتماعي يسخرون منه ومن منشوره ، هولاء الأشخاص اكلتهم الغيرة واستحوذ عليهم الفراغ الوجودي ،هو شخص لغي عقله وفكره وسلمه لمجموعة من الحاقدين والبأسيين ، لا يعلمون أن الوطنية فرض كما الدين فإذا لم يفخر لإنجازات وطنه فلمن يفخر إذا ؟ هل يفخر لتلك الدول التي تزعم هدم الدولة من أجل بناء الأمة ثم يغرقون في مستنقع العدم فلا دولة ولا أمة فهو مثل الكلب أن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث
بالإضافة لمن يطلقون علي أنفسهم مصطلح الانسانيين أصحاب القلوب الرقيقة ،المشاكل موجودة في كل بقاع الأرض لكنهم لا يرفعون شعاراتهم الفارغة الا هنا ، هم ايضا غسلت أدمغتهم فلا يجب أن نقف مكتوفي الأيدي لهولاء المفسدين وكما قيل الهجوم خير وسيلة للدفاع فيجب علينا استغلال إعلامنا وفضائياتنا لتكون اسلحتنا في تلك المعركة الشرسة عن طريق توعية الشباب وإبراز الانجازات في مختلف المجالات وإظهار الثقافة الوسطية وبث القيم الأخلاقية في النفوس ودعم قضايا الوطن بكل غال ونفيس ،يجب أن ندعم نستخدم منصاتنا الإعلامية محليا ودوليا بما يساوي حجم التطلعات والتحديات وإعداد دراسات ومقالات تنشر بكل اللغات للمثقفين والقراء حول العالم لنكشف اكاذيب تلك القنوات والمنصات السوداء
وان كنا تأخرنا بعض الوقت في الاستثمار ودعم تلك القوي الناعمة لكن باب الانجاز لم يغلق بعد ،لقد تأخر قبلنا كثيرون ثم بدأوا ووصلوا فلم يسبق لليأس أن فاز بأية معركة
Comments
Post a Comment