Skip to main content

Featured

الكونجرس الامريكى ودراما سقف الدين - أحمد زايد

بداية الحكاية  منذ عقد تقريبا سمح الكونجرس الامريكى بإنفاق تريليونات الدولارات مما ادى لتضاعف ديون الولايات المتحدة خلال تلك الفترة ، قام الكونجرس بفرض ما يعرف باسم سقف الدين  وقد رفع سقف الدين آخر مرة بمقدار 2.5 تريليون دولار في ديسمبر 2021 ليصل إلى ما يقرب من 31.4 تريليونا. اثار موضوع سقف الدين الامريكى جدلا كبيرا خلال 2023 فى عهد الرئيس جو بايدن .  استخدم بعض المشرعين الذين ينتقدون الديون الامريكية المفاوضات بشأن تعديل الحد لمحاولة  تقليل الانفاق حيث حذر الاقتصاديون من عواقب كارثية إذا لم تعد الخزانة  الامريكية قادرة على سداد الديون. في يناير 2023 ، بلغ إجمالي الدين الامريكى  31.4 تريليون دولار.حيث  تعاني الحكومة الأمريكية من عجز يبلغ متوسطه حوالي تريليون دولار كل عام منذ عام 2001 ، مما يعني أنها تنفق أموالًا أكثر بكثير مما تحصل عليه من الضرائب والإيرادات الأخرى. أصل المشكلة  عندما يطالب الكونجرس الامريكى برفع سقف الديون فان ذلك لا يمثل التزاما ماليا للولايات المتحدة الامريكية حيث يتم تشريع قرارات إنفاق الأموال بشكل منفصل ، وموافقة الاغلبية من...

الفلوجرز ..وباء من نوع اخر - ندي علاء

بقلم/ ندى علاء
  عزيزي القارئ، لماذا تجلس بائساً هكذا؟ أتريد جني الكثير من الأموال؟ أتصبو إلي شهرة سريعة بلا أية جهد؟ إليك الوصفة السحرية إذا! أنشئ حساباً جديداً على موقع "يوتيوب"، ثم قم بتصوير فيديو باستخدام كاميرا هاتفك. لا يهم المحتوى، أفعل فيه ما شئت: قم بأمور تافهة، تنمر، اختلق قصصاً مثيرة عن حياتك، تحدث عن علاقاتك العائلية، أي شئ! يمكنك أيضاً الاستعانة بأطفالك لأداء دور "عرائس الماريونت"، سيجلبون الكثير من المشاهدات و التعليقات اللطيفة. أو استجدي عطف المتابعين بعرض مشكلات زائفة مع أفراد أسرتك و جيرانك. مهما بدا ما تقدمه تافهاً و لا يحترم عقل المشاهد، ستجد حتماً ألاف المتابعين يقتلون مللهم في وقت الفراغ بمشاهدة مقاطع الفيديو الخاصة بك. الأمر سهل، أليس كذلك؟!
  بدايةً، دعني أشرح لك عزيزي القارئ من هو الفلوجر: هو مصطلح مستحدث بالأنجليزية يقصد به الشخص الذي يقدم محتواه الألكتروني بشكل بصري باستخدام مقاطع الفيديو. هناك العديد حول العالم ممن استغلوا ذلك الأمر بتقديم محتوى مفيد و علمي، و من أبرز الأمثلة على ذلك برنامج "الدحيح" الذي قدمه أحمد الغندور على مدار ثلاث سنوات, و هدفه هو تبسيط المفاهيم العلمية و الأحداث التاريخية و تقديمها بشكل أمتزجت فيه المتعة بالاستفادة. و مثله كثيرون في مجالات مختلفة قدموا خلاصة علمهم و خبراتهم و حظوا بمتابعين بلغت أعدادهم الملايين ممن نجحوا في استقطابهم، خاصة المراهقين و الشباب. أولئك الذين لم يعمهم الكسب المادي عن احترام عقلية المشاهد و إثراء ثقافته و توسيع مداركه
ما ذكرناه سابقاً من أمثلة إبجابية للفلوجرز أو اليوتيوبرز، لا ينفي للأسف، وجود فريق آخر سلبي يعتمد في تكوين محتواه على "التفاهة" و الخواء، و في بعض الأحيان، بث قيم و عادات سلبية. "وجب التنبية أولاً أن نقد هذه القنوات إنما لما تقدمه من محتوى و ليس لشخص المقدم، كما أنه ليس له أدنى صلة بالمستوى الأجتماعي أو خلافه حتى لا يسيئ الطن بنا أحد، و ما سيأتي ذكره بعد قليل خير دليل على ذلك." 
دعنا، عزيزي القارئ، نلقي نظرة على بعض الأمثلة: دعنا نبدأ بقناة "يومياتي أنا و سلفتي" و قناة "أم سمر" و غيرها من القنوات المشابهة القائمة على عرض المشكلات الأسرية اليومية "المفتعلة بالطبع" و ردود الفعل عليها، بجانب الولائم الشهية التي غالباً ما تنتهي بخلاف و شجار. دعني أسألك عزيزي القارئ، ما الدروس المستفادة من مشاهدة صاحبة الفيديو تستعطف "حماتها" لتتناول معها الغداء؟ ما الممتع في رؤية صاحبة الفيديو تبكي و تنحب لأن "سلفتها" ستضع مولودها قبلها ب 3 أيام؟! ربما تكون إجابتك أن وقت الفراغ هو ما دفعك لتشاهد مثل هذه المقاطع، أو أنك أردت الضحك قليلاً. و بالطبع كلها رغبات مشروعة و تُحترم، نحن لا نوجهك لمشاهدة فيلم وثائقي عن قنابل هيروشيما و نجازاكي النووية عوضاً عن ذلك، لك مطلق الحرية في متابعة ما تريد، لكن حقاً، لما تضيع مخزونك المحدود من الوقت في مشاهدة ذلك العبث! أليس هناك ما هو أفضل للقيام به؟ حاول طرح ذلك السؤال على نفسك فى وقتٍ ما
أتتسائل الآن ما الذي يمكن أن تضيفه مشاهدتك لمقطع أو أثنين مما تقدمه تلك القنوات لأصحابها. تردد في قرارة نفسك أن مشاهدتك تلك لا تعد شيئاً يذكر، صحيح؟ حسناً دعني أوضح لك الأمر قليلاً: في الغالب قد سمعت عن الفلوجرز العرب أنس مروة وزوجته أصالة المالح، المعروفان أيضاً بأسم "أنسصالة" و هو أسم قناتهما على موقع يوتيوب، و عن الحفلة التي أقيمت في منطقة "داون تاون” بمدينة دبي حيث اتفق الزوجان على عرض نتيجة الأشعة الخاصة بالكشف عن جنس الجنينهما المنتظر على برج خليفة الذي يعتبر أطول أبراج العالم. لتنفيذ ذلك، أنفق الزوجان حوالي 95 ألف دولاراً من أجل بضع دقائق بتم تصويرها و عرضها بعد ذلك على قناتهما. بالطبع، الجميع حر فيما يفعله بأمواله و حياته، لكن حقاً يجب أن فمقطع الفيديو ذو ثلاث دقائق هذا كان كفيلاً بجلب أضعاف ذلك المبلغ في ساعات من مشاهدات تخطت حاجز الملايين. يا له من استثمار ناجح حقاً. الآن قد عرفت ما تضيفك مشاهدتك بالفعل لهؤلاء
 لكن فكر معي قليلاً، ألا يُعد ذلك استغلالاً لجنين لم ير النور بعد؟ تُرى ما المصير الذي ينتظره بعد ولادته؟ غالباً سيكون مشابه لمصير تلك الصغيرة "إيلين" أبنة الفلوجرز المصريين أحمد حسن و زينب. فهم لا يجدون حرجاً في ترويع طفلتهم التي لم تكمل عامها الأول بعد من أجل بضع مشاهدات إضافية، غير آبهين بآثار ذلك على صحتها النفسية و تكوين شخصيتها بعد ذلك. و تابعنا منذ أيام تقديم المجلس القومي للأمومة و الطفولة بلاغاً ضد الوالدين بتهمة ترويع أبنتهما، و قد تم القبض عليهما اليوم نتيجة لذلك. لكن السجن ليس الحل و أبداً لن يكون، أنما إعادة تأهيل الوالدين و تعليمهما أُسس التربية الصحيحة - و ليس ما وجدنا عليه آباءنا و أجدادنا - و ربما تحذيرهما من استغلال أبنتهما ثانية كمادة دعائية لقناواتهما على وسائل التواصل الاجتماعي هي الحل الأمثل لمثل تلك الحالات
الآن عزيزي القارئ بعد كل ما سبق عرضه، تتسائل ما الذي يجعل هؤلاء يحظون بكل تلك الأموال و الشهرة هكذا! ما الذي يجعل أقل عدد متابعين لهم حوالي نصف مليون متابع؟ أهي الموهبة؟ أهي متعة المحتوى؟ أهو القبول؟ الإجابة باختصار: أنت. أنت عزيزي القارئ من جعلت هؤلاء مشاهيراً بلا أدنى جهد منهم. أنت من تدفع من محفظة وقتك يومياً لتمويل تلك القنوات. بكسة زر منك، تزداد ثرواتهم أضعافاً مضاعفة. ثم تهاجم بعد ذلك استشراء الجهل و الثقافة المنعدمة و "التافهة" لدى الآخرين. أنت و غيرك الكثيرين تقومون بدعم تلك القنوات، ثم تبحثون عمن يدعم من هم أهل للدعم المادي حقاً. أنت من تلعن الرأسمالية، ثم تسقي شجرتها بعد ذلك في وقت فراغك دون أنت تدري. أنت من جعلت باهتمامك لمن ليس لهم قيمة "قيمة". عزيزي القارئ، أرجو أن يحثك هذا المقال على مراجعة اهتمامتك و نشاطاتك على مواقع التواصل الاجتماعي مرة أخرى

Comments