الدين لله والخصوصية للجميع - أكرم السيد

 

 

 لقد تزوجَ " معز مسعود " بفلانة . لقد طلقَ " معز مسعود " فلانة. وما بين رحلتي الزواج والطلاق مساحةٌ كبرى 

 عاهدَ كثيرٌ منا الله ألا يتركوا الأمرَ إلا ويحققون فيه باذلين الجهدَ على قدمٍ وكذلك على ساق ليصلوا بنا في نهايةِ الأمر 

إلى الهدفِ الحقيقي الذي أدى لزواج " معز " ، وهل تزوج عن حبٍ لأزواجه المتعددات أم لأسبابٍ أخرى لا يجبُ علينا أن نغفلَ حتى نعلمَها. 

إن كاتبَ هذهِ السطور المختصرة لا يريدُ أن يدافعَ عن " معز " ولا عن غيره ، فليس هذا ما يشغله ، بل يريدُ أن يطرحَ على نفسِهِ وعليكم استفهامًا تعجبيًا بعاميتِنا البديعة.. وإحنا مالنا ؟! 

المتزوجون في هذا المجتمع يرفضون أشكال التدخل  في حياتِهم الشخصية ، فهذا أمرٌ يتعلقُ بهما ولا ينبغي لأحدٍ أن يتدخلَ في في شؤونِهما ويسأل لماذا تزوجتما أو لماذا فارقتما بعضكما دون أن يؤذنَ له أو نأذن نحن لغيرِنا أن يتدخل في شؤوننا. 

كلنا يدعي إيمانَه بهذا المبدأ رغم فعلِنا نقيضه. إلا أن يتزوجَ شخصٌ مشهورٌ بعض الشيء ، ففي تلك الحالة لا نعرفُ معنى للحياةِ الشخصية. هي مستباحةٌ حينئذ. المشاهير ليسوا بشرًا. المشاهير لا يشعرون. المشاهير حياتهم حياتنا لذا ينبغي علينا أن نسارع ونتدخل ونتفاعل كأن هذا الشخص قد تزوجَ بأختٍ أو أم. 

نحن ننظمُ حملات مناهِضة لكافة أشكال التنمر ، ونخصصُ لذلك مساحات إعلامية ، ونحزنُ شديدَ الحزنِ لو تنمر البعضُ على عجوزٍ مسنٍ أو أحدٌ من ذوي الهمم أو غيرِهما ، ويكون الحزن مضاعفا لو تنمر البعضُ على القريبين منا أو علينا. فيا للشكوى حينئذ. 

أما المعروفون ك " معز " أو غيره ، فإن التنمر عليهم نتيجة ما يفعلونه مباحٌ ولا عيبَ فيه ولا حرجَ علينا فيما نفعل. المشهورن ليسوا بشرًا ولا تنطبقُ عليهم القوانينُ البشرية. 

وبعيدًا عن مسألةِ التدخلِ الصارخ في حياةِ الآخرين وكذلك قضايا التنمر ، فما الذي سوف يعودُ علينا لو أفردنا لقضيةِ زواج كهذه جزءً من حياتنا ؟ 

لا أدرى تحديدا ، لكن ربما هو الفراغ والفراغ المميت ، وهوس التظاهر بالمباديء مع عدم العمل بها ، وشهوة اقتحام الخصوصيات ليس فقط للمشهورين بل لكلِ من حولنا. ليبارك الله لمعز ويشفِ صدورَ قومٍ مؤمنين.