لما ‏لا ؟‏

بقلم :- نورهان أسامة 

لما لا نزرع الفرح في الألم،كتزيين الشوك بالورد وليس العكس،لما لا نلف جروحنا بلفاف من السعادة والضحك،لما لا نضيف لمرارة القهوة عسلًا،ونزود الياسمين في الشاي،لما لا نضع في الألغام حقل من الزهور،فنري انثارها كسربا منتظما من الحمام،وسطعوها كأشعة الشمس،ونزولها كقطرات المطر،لما لا نزين وجه الحزن بعقد من الحنين بدل الأنين،لما لا نواجه الخوف باستبسال مدهش،وأن نتخيل أننا إزاء المعركة،حتي وإن كان ذلك لإيهام أنفسنا أننا أقوياء،فلا تخطئ العين الوهم،بل تتجسده حقيقة،لما لا نزج بأنفسنا في حقولًا من أزهار التوليب،لنكون بين النوم والصحو،وأن تردد الأغاني،فينتقل في أذنك تلاوين الصوت وعذوبته،وأن تمد يدك إلي السماء،وتشير بأصبع السبابة،علامة علي وجودك في تلك البقعة،وتصرخ في الفضاء ها أنا ذا،أتروني؟،وتمسك بالفرشاة من جانبك،لتقوم بتلوين السحب،سحابة بيضاء،سحابة حمراء،وأخري صفراء،ومن ثم يعتلي وجهك اختلاجة لرؤيتك ذلك المشهد للمرة الأولي،وحدك من رسمته،ووحدك من تراه أيضا،ترسم علي الجانب الأخر طاحونة،ينبعث منها الهواء،الناتج عن تلك الريش،ممتع ومعضل أن تحاول نقل ما لديك إلي الورق،وأنت من أكثر الأشخاص انعدامًا في التدبيج.أذكر عبارة قالها لي صديق "بتيجي مع العمي طشاش"،أؤمن أني لست واحدة من هؤلاء العمي،في قرارة نفسي إيمانا بذلك،لكن تلامس الموقفين الذي أظهرهم العقل بديعين للغاية.