الهاربين من الحقيقة - نورهان أسامة

 بقلم :- نورهان أسامة

وقد تأتي مفارقة،واحتواء من كتاب غزل وشعر،مسرح،ونثر،فتجد عزاء من تلك التي هوت،ويلوح لك السلوان بين أوراقه هنيهة،وشق الأنفس،بدافع القراءة،فقط تجد جوهر نفسك يومؤ إليك،كما يمس الدم الحي عروقك،وتنصدم بأحد الحالتين الديجافو،ويحيط بك المألوف،أو جامي فو وتحيط بك الغرابة،أو أن تبقي عالقا بين هذا وذاك،وقد يتجسد لك السلوان في جوار شخص،رؤيته عذبة،روحه الخفية المبتهجة تهيج ذلك القلب الصغير من بين أضلعه،وترسم تلك الابتسامة الخفية علي ثغرك،وينتفض لك جسدك،كانتفاضة الشجر عن أوراقها،فيتجدد جلدك،وتزاح غمامتك،بكلمات ملؤها سعادة،ومكمنها الأمل والفرح،إن الذي أرسل لي بذور هذه الآمال الحسان،غير عاجز علي أن يحتويها بلطفه ورعايته،حتي تتم طرحها،وتأتي أوكلها،وإن الذي أنبت في جوانحي،العزيمة والإصرار،سيزدهما ويصلبهما بوعورة كافية حتي تمام كمالهما،فصباح الخير لكل من أرهقه السهد،حد ارتسام الليل علي رقعة من عينيه،ولامعانهما كلمعة نجمًا مر سريعا،فأثار ذلك البريق اللحظي،صباحا مشرق،علي أولئك الهاربين من الحقيقة،الحالمين المغرمين بأنه مازال هناك خير في الحياة،ما زال الجيدون علي شفا حفرة من ملاقتنا،"فما كان ربك بظلام للعبيد"،فلن يلج عليك والج أبدًا،يفسد ما تريد،إلا بأمره،فما كانت حماقتنا علي مراد إلا كثيرة،فما أعظم ملوء القلب بالسويداء،وما أحسب ذلك إلا حماقة بشرية،فما كان عَقَلَ إرادتي إلا إذعانًا منه بحماية ما تبقي لأستجماعه